- محمود فنون
يحاول الفلسطينيون بناء منازلهم والعمل في أراضيهم التي يملكونها ويتصرفن بها جيلا بعد جيل، وهي كانت أراضيهم قبل قيام حملة تهويد فلسطين بكثير وقبل قدوم أي مستوطن إليها. بعد الاستيطان الصهيوني أخذ الموقف من ملكية الأراضي للشعب الفلسطيني كجغرافيا ووطن وملكيات خاصة يتغير.
في نظر "إسرائيل" كل أراضي فلسطين أصبحت ملك الدولة الحاكمة ولهذا تقسيمات ونظم وقوانين عثمانية وانجليزية واردنية وأوامر عسكرية وقوانين كنيست، وكذلك بوضع اليد لأسباب أمنية او المصالح العامة. بهذا تصبح الأراضي التي يملكها الناس كملكيات خاصة خاضعة لهذه النظم والقوانين وتعتبر كلها أراضي دولة إسرائيل من وجهة نظرهم.
ولكن الفلسطينيون كشعب وأفراد لا يعترفون بذلكويواجهون العدو الاحتلالي الاقتلاعي بوسائل شتى ومقاومة متصلة، بدأت من أول يوم ومستمرة حتى اليوم بما فيها إعمار الأراضي والبناء عليها.
وبعد أوسلو وتقسيم الجغرافيا إلى مناطق ألف وباء وجيم، فإن العدو يتعامل مع مناطق جيم بشكل خاص وكأن كل تصرف في الأرض من قبل صاحبها الفلسطيني هو اعتداء على أرض إسرائيل.
وحماية لأرض إسرائيل نشأت منظمات رقابة بالإضافةإلى رقابة أذرع الأمن، ومهمتها ملاحظة أي تغيير على أوضاع قطع الأراضي باستمرار، مقارنة بالصور الجوية التي يتم التقاطها دوريا، فيقوم المختصون وغير المختصين بالاعتراض على العمل في الأراضي وإعمارها بوضع تباليغ الاعتراض على رقبة الأرض دون حاجة لتسليمها لشخص معين.
ويعامل الفلسطيني الذي يتصرف بأرضه رسميا أنه"يعتدي على أراضي الدولة" تحت طائلة الملاحقة القانونية او المتابعة الفورية أو في أي وقت ، ويكون من واجب الفلسطيني أن يعترض خلال مدة معينة وعلى افتراض أنه تم تبليغه منذ لحظة وضع التبليغ على الارض المقصودة، وتبدأ المعارك بشتى أشكالها.
يقول تقرير أقتطف منه ما يلي:
"...جميع (البيوت) يتم بناؤها بدون ترخيص في المنطقة ج، في مكان بعيد عن القرى، من أجل جذب السكان إلى المنطقة المفتوحة وإنشاء سلسلة من المستوطنات العربية. على سبيل المثال، وثَّق آل ريجيف، في الأشهر القليلة الماضية، بدء بناء بركة على مشارف قرية نخالين، الواقعة غرب غوش عتصيون، في المناظر
الطبيعية لمستوطنة روش صوريم. في الصور الجوية من عام 2021، المكان فارغ وفي الصور
من الأشهر القليلة الماضية يمكنك رؤية أعمال التطوير والبناء...".
أي أن المباني والانشاءات الفلسطينية في قرية نحالين تتم في المناطق الطبيعية لمستوطنة روش صوريم وليس في أراضي نحالين التي يملكها الأهالي عن أبائهم وأجدادهم قبل بدء ظاهرة تهويد فلسطين. وبهذا يكون الفلسطيني الذي يستثمر أرضه ويقيم المنشآت عليها إنما يقيمها ليس على أراضي نحالين بل هو يعتدي على أراضي مستوطنة روش صوريم ، والعدو يتعامل مع الموضوع بصبر وبالقطاعي ولكن وفق سياسة التهويد التي تتم حتى الآن بالقضم المتدرج كما هو الحال منذ بداية المشروع.
ويضيف التقرير بأن الفلسطينيين يستولون على الأراضي:
"...إلى جانب فهم أن الفلسطينيين لا يضيعون لحظة بل يستولونعلى المزيد والمزيد من الأراضي كل يوم، سواء كان ذلك عن طريق شق الطرق أو الزراعة أو بناء منازل..." .
أي أن الفلسطيني يستولي على أرض اليهود حينما يتصرف بأرضه هو؛ ومن أجل تحريض الجهات المختصة يقول التقرير:
"...يوجد اليوم أكثر من 80 ألف مبنى غير قانوني في جميع أنحاء يهودا والسامرة، وكلها في المنطقة ج، وهي منطقة تخضع للسيطرة وفقًا لاتفاقيات أوسلو..."
أي كلها مبنية في أراضي الدولة كما يهدف التقرير، مع ملاحظة إن السلطات لم تمنح أي ترخيص بناء منذ أوسلو وحتى الآن ولا في أي منطقة من مناطق تصنيفات أوسلو.