ابراهيم أحنصال
تحل اليوم الذكرى 67 لتأسيس وانطلاقة جيش التحرير المغربي يوم 02 أكتوبر1955، لكن هذا لا ينفي حقيقةَ هناك جهل وتجاهل لها : أنه تمت المحاولة الأولى قبل ذلك بتأسيس جيش التحرير بالأطلس، الذي كان خطط لشن «هجوم عنيف على المحتل ومهاجمة حصونه
بعد الاستيلاء على الأسلحة، أي 26 مركزا فرنسيا انطلاقا من كلميم بالجنوب»، لكن العملية فشلت بعد اعتقال أحد الأعضاء واعترافه قبل أسبوع من بدئ العمليات الهجومية في منتصف مارس 1954. وبعد سنة ونصف انطلق جيش التحرير من الشمال في 02 أكتوبر 1955.
جيش التحرير المغربي
جيش التحرير المغربي هو نتاج وإفراز وتعبير عن حدة الصراع والتناقض بينجماهير الشعب من جهة ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني وعملائهم من جهة ثانية، إنه نقلة نوعية في الوعي والتنظيم الذي حققه الكفاح الفدائي من خلال منظمات ومجموعات متنوعة للمقاومة المسلحة، التي نما وتعمق كفاحها بدءاً من توزيع المناشير التحريضية والكتابة الجدرانية، مروراً إلى التخريب بقطع أسلاك الهاتف الذي تستعمله الإدارة الاستعمارية وإضرام النار في الضيعات الفلاحية للمحتلين وأذنابهم والمقاطعة الاقتصادية لمنتوجات الاحتلال ومحلاته التجارية، وصولا إلى عمليات التصفية الجسدية للخونة العملاء وأسيادهم الاستعماريين وزرع العبوات الناسفة. وجدير بالإشارة أن أول عملية فدائية في إطار هذه المقاومة بعد أن اتخذت هيكلتها التنظيمية وليس قبلها العفوي، كانت على يد عامل يدعى الحسين سرحان بطلقة مسدس عام 1953.
جيش التحرير، إذن، هو جيش الشعب الذي خرج من رحم حركة المقاومة المسلحةكنقلة نوعية تنظيميا وسياسيا وعسكريا وتتويجا لها، والذي تم تصفية واغتيال كوادره ورموزه كرحال المسكيني، ابراهيم الروداني، عباس المساعدي، حدو نآيت تلا... في عمليات "غامضة"، أو تم تنفيذ أحكام الإعدام التي أصدرتها محاكم النظام العميل في حقهم بعد محاكمات صورية وظالمة، كمحمد بن حمو الفاخري وعبد الله الزناكي وآيت بري موحى
أوموح وسعيد أوعيوض...؛ أو بالاجتثاث فيما عرف بمؤامرة إيكوفيون/ المكنسة، وهي الاسم الحربي للعملية التي شنها الجيشين الاستعماريين الاسباني والفرنسي ابتداء من 10 فبراير 1958 لاستئصال جيش التحرير المغربي وتحييده عن معادلة الصراع السياسي والعسكري، الشيء الذي مهد ليُصدر النظام الحاكم في شخص الملك مرسوما بتقويض جيش التحرير وحله في 29 فبراير 1960 ليرسخ على أنقاضه "الجيش الملكي".
الملك محمد الخامس
فلجميع شهدائنا الذين نذروا حياتهم وأرواحهم من أجل تحرير الأرض وتحررالإنسان من النير الاستعماري كل المجد والخلود، وسُحقاً لنظام العمالة والخيانة والتبعية وأذنابه وكلابه، ومعركة الشعب الكادح تبقى مفتوحة لإنجاز وتحقيق مهام الثورة الوطنية الدمقراطية.