تغيير المصطلح أم تغيير اللغة

عادل سمارة

في زمانه أثبت ماركس علميته وثوريته في عديد القضايا لكن ربما كان أهمها عبارته المعروفة: "عمل الفلاسفة في السابق على تفسير العالم ولكن المطلوب تغييره".

والتفسير ينمُّ طبعاً عن البحث عن الأمان وحتى السرمدية وهذا من أهم عوامل علاقة الإنسان بالأديان والخلق...الخ.

لكن اختلفت البشر في فهم أو تناول أو استثمار "تغيير العالم".

أحد أخطر وأضعف الاستثمار هو دعوة نسويات المسميات ب "الراديكاليات" اللواتي دعون إلى خلق لغة للنساء غير لغة الذكور. ولم تكن تلك سوى صرخة طربوشها ثوري وجوهرها لبرالي غربي مضاد للنظرية الثورية لماركس. وما أكثر الفلسفات التي لم يكن مجرد إنتاجها سوى معارضة الماركسية اي خدمة النظام الرأسمالي العالمي.

دعت كثير من الراديكاليات إلى العزوف عن مضاجعة الرجال "أنظر كتابي :تأنيث المرأة" دون أن يقدمن حلاً لكيف يمكن للبشرية إعادة إنتاج نفسها بيولوجبا. وبالطبع غرقن هاتيك النسويات في العجز عن فهم الأهمية العليا للمرأة بما هي التي تُعيد إنتاج المجتمع بيولوجيا ووجوب دعم موقفها من أجل التحرر اعتمادا على الكثير ومن هذا الكثير دورها في إعادة إنتاج البشرية بيولوجياً. وإذا ما دفعنا موقفهن إلى مداه الأخير، أعتقد ، ولكن لا أجزم، أن هذه الراديكالية المنفلتة هي التي اسست ل "لثورة المثليين " لتحل محل ثورة الطبقات وبالطبع استخدام راس المال لهذا الشذوذ الفردي ليصبح مشروعا معولماً. ربما من المهم الانتباه لأمور تبدو عرَضية لكنها مدروسة. فحين تفتح جهاز الموبايل ترى تكراراً هائلا للمضاجعة الجنسية للحيوانات ولتذابح الحيوانات ناهيك عن عروض نصف التعري وشبه الجماع البشري!.ولا يدري المرء ما الهدف من هذا غير اللعب في النفس البشرية لتنتقل إلى الفوضى الجنسية والقتل . فهل هذا تغيير العالم؟

واليوم، وبعد أن تفسخت حقبة العولمة (البعض يرى أن هذه ليست حقبة وإنما دور /طورمن الإمبريالية-لا باس)، وجرى إنكشاف اللبرالية الجديدة وسيطرة " الاحتكار الرأسمالي المعمم-سمير امين" على العالم، وظهور علاقة طردية بين تزايد التطور التكنولوجي وتزايد الوحشية والعنصرية في مجتمعات الغرب خاصة، ودور الإعلام في تجهيل العالم وحتى الكذب بدرجة رخيصة تُبين أن هذا العملاق الحداثي الغربي هو عجوز يرتجف هلعاً على مصالحه التي لم تكن من جهده فقط.

وعليه، يصبح المطلوب فهم إنساني لتغيير العالم. ومن تطبيقات هذا الفهم ما اشرنا إليه في سؤال حامض سابق ، تغيير النظام الرأسمالي الغربي وخاصة الأمريكي إلى نظام عالمي إنساني، درجته الأولى تعدد القطبية ومآله الأعلى عالم إشتراكي، وكي لا يعترض البعض، عالم غير رأسمالي.