ستالين شخصية عظيمة إلى أن مات

محمود فنون


9/11/2022م
ستالين باني الاتحاد السوفييتي وبطله المميز حتى وفاته.
ستالين بنى الدولة الاشتراكية والاقتصاد الاشتراكي وانتقلت البلاد في عهده من القنانة والعبودية والتخلف إلى الحداثة على كافة الصعد .
فهو قد تسلم مهمة قيادة الدولة بعد لينين قائد التاسيس وتقدم إلى الأمام ووحد الجمهوريات والبلاد كلها مع مراعاة القوميات والاثنيات والتجمعات واتضحت صورة الاتحاد السوفييتي واتضح وضعه بين الدول والتوازنات الدولية وانتصر الاتحاد السوفييتي للشعوب وحركات التحرر الوطني وشكل قطبا فاعلا ومؤثرا يحسب له الحساب .
وفي عهد ستالين قاد الحرب الوطنية العظمى في الحرب العالمية الثانية إلى النصر المؤزر وتكونت منظومة الدول الاشتراكية وحلف وارسو وتغير وجه العالم وتعزز التوجه للتحرر من الاستعمار في دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
ثم تسلح الإتحاد السوفييتي بالنووي وغير النووي ..
وغير ذلك من الأطوار والتطورات على صعيد الزراعة والصناعة والعلوم والتعليم وأمن الخدمات الإجتماعية لعموم شعوب الإتحاد السوفييتي .
ليست هذه قصيدة غزل ولكن هذه الإنجازات جعلت منه بطل الإتحاد السوفييتي الأول والمهاب .
وجعلت شخصية ستالين رمزا بطوليا عند شعوب الأرض . ونخصص هنا كان شخصية عظيمة وبطولية في نظر الأحزاب الشيوعية عامة والأحزاب الشيوعية في الوطن العربي .
وظل بطلا ورمزا حتى مماته وكان كذالك يوم مماته وبعد دفنه لفترة من الزمن .
ولا أدري ماذا فعل ستالين بعد مماته حتى حصل التغيّر تجاهه.
لا بد أنه ارتكب أعمالا مشينة في قبره حتى تغيرت منه المواقف ولم يعد بطلا ولا رمزا للاشتراكية والحرية ومعادلا لقيادات العالم الراسمالي كلها.
ومع ذالك ظل ستالين في نظر الشعوب التواقة للحرية والمعادية للاستعمار والامبريالية ، ظل بطلا ورمزا .
ولكن موقف القيادة السوفييتية تغير!!
بعد ذلك تغيرت مواقف الاحزاب الشيوعية في العالم تقريبا !!
وما يهمنا أن مواقف الأحزاب الشيوعية العربية تغيرت مع أنه مات ! ربما كانوا أقدر على متابعته ومتابعة أعماله في القبر ( وطوال العمر يدرون).
كانوا مستعدين لتغيير مواقفهم من القضايا الدولية تبعا لمواقف القيادة السوفييتية .
ولكن في القضية الفلسطينية ظل موقفهم ثابتا . فهم مع قرار تقسيم فلسطين لعام 1947م والذي نفذته بريطانيا عام 1948م حيث بقيت الضفة الغربية واتبعت للاردن وبقي قطاع غزة واتبع للادارة المصرية وظلوا مع التسوية السلمية وحتى اليوم والتي تعني بقاء الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 لتكون دولة اسرائيل والباقي ( وهو تحت حكم إسرائيل ) يبقى لنا ولكن ربما على شكل أمانه عندهم يستثمرونها ويبنون عليها المستوطنات .
تغير موقفهم من ستالين إلا نقطة واحدة ظلت وهي : إعتراف ستالين بدولة اسرائيل .وهي أكبر خطيئة ارتكبها .
هي خطأ ارتكزت عليه عدد من الأحزاب الشيوعية العربية وبالأخص الحزب الشيوعي الفلسطيني وبعده الحزب الشيوعي الاردني وبعد انقسامه كان الحزب الشيوعي الفلسطيني مناديا بالسلام والتسوية مع إسرائل وظل كذلك بعد أوسلو وكل ما تكشف عنه تقسيم أوسلو وحتى اليوم .
لم تتغير مواقف الأحزاب الشيوعية نتيجة تقييم وإعادة نظر بل كان التغير تعبيرا عن تبعية عمياء لا تبصر قضايا الأمة العربية وقضية فلسطين .
على أية حال لا زالت هذه الأحزاب تتغنى بهبوطها السياسي وتتعنى بذات المواقف .( ويرفعون شعار : ليتهم قسّموّا ) مع انهم قسّموا بطريقتهم وهم ينظرون ولا يرون .
ولكنها لم تملك انجازات تتغنى بها فهي لم تحقق أي انجاز في الساحة العربية والساحة الفلسطينية .
كانت عاقرا ومعها أحزاب اليسار ولا تزال مما يوجب النقد والتغيير الجذري .وإعادة البناء من جديد.